تركي آل الشيخ لا يتحمل المسؤولية، فالقضية أكبر
في هذه العجالة سأتحدث عن موضوع هو بالنسبة لي حساس، وقد يعطي عني انطباعاً خاطئاً لدى القراء حرصت طوال مسيرتي الكتابية أن اتحاشاه، وهو أنني انطلق في بعض آرائي من (الحميّة الأسرية)، وانحّي الفردانية التي هي أساس الدولة المدنية، لكنني هنا وجدت أن من واجبي الوطني، الذي أرفع من مقامه فوق الأسرة أو القبيلة أو الطائفة أو المنطقة، يُحتم علي أن أتطرق إلى هذا الموضوع متجاوزًا حساسيته. إذ سأتحدث عن شخص تربطني به علاقة قربى أسرية، الأمر الذي قد يجعل من لا يعرفني، ولا يعرف ثوابتي التي لا أساوم عليها في الكتابة، يعتقد أن (الحميا) الأسرية، هي التي دفعتني لهذا المقال.
الموضوع الذي سأتطرق إليه هنا عن الأستاذ تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ بصفته رئيس الهيئة العامة للرياضة، وهل هو فعلاً مسؤول عن الانتكاسة الكروية التي مني بها منتخبنا في روسيا أم لا؟
وفي رأيي أن نهج تركي آل الشيخ الجديد هو النهج الصحيح لكنه يحتاج لكي يُأتي أكله، ويكون ناجحًا إلى قدر من (الزمن)، وعدم استعجال النتائج، بل وتحمل الاخفاقات التي قد تحدث في البدايات بين الحين والآخر.
بقي نقطة، قد يأخذها البعض على الأستاذ تركي، وهي المتعلقة بالأسلوب الخطابي (الشبابي) الجديد الذي يتعامل به مع وسائل الإعلام، وهو أسلوب يواكب حكومة الشباب التي ينتمي إليها، وكثير من الجماهير (اعتادت) على خطاب جاف مفتعل يتصنع الرصانة، ويعتمد الخطابية، ويكرر معلبات قولية في الإشادة أو التبرير، وهذا الخطاب مله الناس، وأكل عليه الدهر وشرب، في حين أن لغة الأستاذ تركي سهلة وغير متكلفة، تفهمها الفئة الشابة التي تمثل 70 % من سكان المملكة، إضافة إلى أنها (حازمة) تعكس بصدق الحكومة الشابة التي يمثلها.
بقي أن أقول إن انتكاسة منتخبنا في موسكو كانت ربما مؤلمة، لأننا رفعنا سقف التوقعات إعلامياً، دون أن يكون اللاعبون مؤهلين لتحقيق أي إنجازات، وما انتهت إليه هذه التجربة، كنا في أمس الحاجة إليها، فكما يقولون: ليس من العيب أن تخطئ، ولكن العيب كل العيب أن تكابر وتصر على أخطائك.
إلى اللقاء..
نقلا عن الجزيرة